Saturday, December 5, 2020

زلزال الحب على أرض مصر

 

في وسط حقل وقفت أياح حتب تنظر بعين شاردة الى الافق و هي تعبث بسنبلة من القمح حتى لاح لها شخص يركض جهتها و ما إن رأته حتى اهتزت فرحا و هرعت إليه حتى إلتقى الجسدان فحملها و دار بها ثم أسكنها على الارض و جلس بجوارها فصفعته بشدة .

سخمت : آاه عليك اللعنة يا فتاه كفك أقوى من هراوات الهكسوس ، ماذا فعلت لأستحق هذا .

أياح : و لك القدرة على أن تتحدث أيها الجبان ، لم يمض على رحيلك مع الجيش سوى شهر هل هزمتم الهكسوس بهذه السرعة ، لا بد انك وليت الأدبار ما إن تلاقى الجيشان أيها الخرع و عدت و إلا لكان هذا المكان الآن مليئ ببهجة الفرح و الانتصار .

سخمت : و هل تعلمين عني هذا زهرة اللوتس .

اياح و قد احمر وجهها خجلاً :كفى .

سخمت : ان لقاؤك و انا في موكب النصر كان يدفعني لإلقاء نفسي أمام عجلاتهم الحربية يا سنبلتي الجميلة .

ضربت كفه بلمسة رقيقة و قالت له "كفى"

سخمت و هو يحاول ان يمد ذراعيه ليحتضنها : و هل انا فعلت شيئاً لقد بدأت للتو .

قفزت بعيداً عنه ثم أدارت له ظهرها ثم عادت له مسرعة و هي تقول "ألن تحكي لي عن بطولاتك يا سخمت"

سخمت : تريدين أن تسمعي عن البطولة ، كان يجب أن تري جيشنا و قد تحول تحت إمرة أحمس إلى صقور يقودها حورس بنفسه فألقت بأنفسها على الهكسوس تتلقفهم قتلاً و تمزيقاً ، قلت لكي أني قفزت أمام العجلات الحربية و هذا حق يقال و قلت لك أن كفك أثقل من الهراوة و الحق أن الهراوة حقاً كانت أرحم .

يدعك فكه بيده و هو يضحك فتلكمه .

سخمت : لا تؤكدي هذه الحقيقة ههههه .

أياح : هيا أكمل .

سخمت : وسط هذه المعركة المشحونة أمسكت رمحي ، الجبناء لم يتمالكوا أنفسهم من مفاجئة عجلاتنا المطورة كانت تزيحهم من على الارض و من يبق حيا و مازال به رغبة للقتال كنت الحقه برمحي ، واجهت احد ابطالهم و لم يكن وحده ، كان يركب عجلة حربية و معه ثلاثة آخرون على ظهرها ، تفاديته مرة و فالثانية أمسكت بسرج أحد الأحصنة و تسلقته ، حاول أحدهم إصطيادي بنبلته لكني ألقيت الرمح فسقط صريعاً على أرض المعركة ، قفزت على ذلك بطل و أخذت ألكمه و انا اعزل فتلقيت تلك الهراوة التي اطاحتني ، اخذت العربة تهتز لكونها بلا سائق و في غفلة من صاحب الهراوة تلقفتها منه و دفعته خارجها ، لم يتبق سوى بطلهم و آحر اندفع نحوي فتفاديت طعنته و ضربته بالهراوة فاندفع على بطلهم و إخذ يخنقني على أحد جوانب العربة ، كنت سألقى مصرعي لا ريب هنا لكن لابد ان العربة سارت على جثة لأنها اهتزت بشدة فأسرعت و عكست الوضع و القيت به تحت العجلات و توليت أنا السيطرة .

أياح : هااح يا بطلي .

سخمت : و هل كنت تشكين بي ، اتدرين اني افتديت ملكنا المعظم .

أياح : كيف .

سخمت : فتحت بوابات عاصمتهم لمحت من بعيد أحد اولائك الهكسوس الغادرين يسدد رمحه ، علمت انه يستهدف أحمس لا ريب فقفزت أمامه و تلقفته .

فزعت أياح و قفزت على سخمت لتتفقده .

أياح : و هل أنت بخير ، دعني أعيد التضميد انا لا أضمن اطباؤكم هؤلاء هيا .

سخمت : لا لن أستطيع ، يجب أن اذهب اعتذر .

اياح : لا لن تتحرك يجب ان تأكل و تشرب ليلتئم الجرح ، تعال إن استطعت سأطعمك تمساحاً.

سخمت : تمساااح ، لا انا هارب ، يجب ان اعود لقائد كتيبتي .

أياح : ما ان تنتهي عد إلي اتفقنا .

سخمت : طبعاً ، طبعاً يا عزيزتي .

يركض سخمت مبتعداً تتبعه نظرات أياح التي شاحت عنه لترى شخص ما يتقدم نحوهها .

محب : انت أياح حتب .

أياح : نعم .

أخرج محب سواراً و ناوله إياها .

أياح : من اين اتيت بهذا لقد أهديته لسخمت و هو خارج للمعركة .

محب : لقد أراد أن يهديك إياه .

أياح : لو كان يريد أن يهديني إياه لأعطاه لي الآن لقد ذه...

محب مقاطعاً: لن يستطيع ان يهديه لك .

نظرت أياح له نظرة يغيم عليها الحزن

أياح : لم .

محب : إن سخمت كان جندياً شجاعاً ، خدم مصر كما ينبغي و لن أكذب إن قلت انه كان من أسباب النصر .

أياح : تحدث معي لم لن يعطيني اياه .

محب : لقد افتدي سخمت الفرعون بروحه و جثته ستأتي مع الركب بعد يومين او اكثر .

أياح بعيون أغرقتها المياه : ك...كيف ، لقد كان هنا منذ قليل .

محب : أخشى ان هذا غير ممكن .

أياح : أنت تكذب ، مؤكد تكذب أهذا أحد مقالبه .

محب : أعتذر يجب ان أذهب لأخبر أهل القرية بالأخبار السعيدة و الحزينة في آن واحد .

لم تتمالك أياح نفسها بعد هذه الصدمات ، وقعت على الأرض ثم اخرجت كل ما بداخلها في صورة صرخة و بدأت فالبكاء .

بالقرب من هذا المشهد وقف سخمت من وراء حجاب يراقب بعين باكية اقترب منه أحدهم و وضع يده على كتفه مربتاً فنظر له سخمت ثم انحنى له .

سخمت : سيدي أوزوريس .

أوزوريس: قم يا سخمت ان مثلك من فدائيي مصر لا ينحنون .

نظر سخمت مرة أخرى إلى أياح .

أوزوريس : ستترك وراءك الكثير من الحزن ، اليس كذلك.

نظر له سخمت و حاول أن يتكلم لكن لم يستطع فنظر لأياح مرة أخرى .

أوزوريس : هيا سلم قلبك ل لننهي محاكمتك سريعاً .

سخمت : أتعلم ، لطالما أردت أن اهديها هذا القلب مع حياة سعيدة نحياها سوياً أفنيها فالسهر على راحتها و راحة أولادنا .

ل : لا تجعل الحزن يسيطر عليك هكذا (تضع القلب على الميزان) ، انظر ، لم أر قلباً بهذا النقاء منذ فترة .

أوزوريس : ستبدأ الآن حياتك الأبدية ، لا يجب أن تبدأها بالحزن ، أعدك حينما يأتي وقتها أنها ستمضي أبديتها معك ، أليس هذا أفضل ، الآن تناول قلبك .

يمسك سخمت قلبه و ينظر له .

سخمت : اتعلم ، سأهديها قلبي على كل حال عله يكون الوسيلة التي تجدني به فالحياة الأخرى .

يلقي سخمت بالقلب فيعبر عبر الحجاب ليظهر بطريقة سحرية أمام أياح الباكية قلب ذهبي مزخرف بالألوان و الرسوم ، أمسكته أياح ، نظرت إليه ثم إلى السماء ، مرت نسمه حركت خصلات شعرها ، ابتسمت ابتسامة خفيفة ثم احتضنت هذا القلب .

 

No comments:

Post a Comment