Saturday, December 12, 2020

لغز القلادة


 مين كان يتوقع ان في يوم من الأيام هكون بطل قصة أنا نفسي حتى الآن معرفش عنها حاجة ، الغريب ان ده بدأ في يوم عادي كبقية الأيام ، يوم واحد صاحبي رن عليا فيه و قالي "تعالى انهردة يسطى ابويا عازمك عالغداء" 

فهمت اللي وراء الكلام و في ثواني كنت جهزت نفسي و رحت عنده البيت

محمد : بص بأى يا سيف حبيبي ، انا عند كلمتي ، بس الجراج ده لازم يفضى الأول

سيف : انا عارف ان مفيش خير ييجي من وراك أبدا ها ها ها ، يلا بأى هات ايدك كده معايا

محمد : تسلملي يا أبو الصحاب 

ابتدينا نفضي الجراج ، و ده خد وقت لا بأس به لكن خلصنا المهمة على أكمل وجه و وسط الجراج الفاضي شفت زي ما يكون باب سرداب قديم قررت أسأل صاحب البيت

سيف : ألا ايه الباب ده يا محمد

محمد : باب ايه يا سيف مفيش مدخل للجراج غير ده

سيف : يا ابني الباب ده ، اللي أدامك ده

محمد : سلامة عقلك يا حبيبي انت شكلك تعبت جامد ، تعالي يلا الغداء زمانه جاهز ، شفت عند كلمتي اهو

فضلت باصص عالباب ده فترة ، و كبحت بصعوبة فكرة أني افتحه و انزل اشوف ايه الموجود ، لأني بطريقة ما عارف ايه النهاية ، عشان كده قررت اني اسمع الكلام و طلعت معاه ، بصيت بصة أخيرة بس ملأيتش الباب ، كل الموجود جراج فاضي ، الظاهر اني فعلا كنت تعبان ، ولا ايه

روحت البيت بعد اليوم ده ، عشان الائي عالمكتب قلادة ، قلادة كان شكلها غريب ، مكتوب عليها حروف مش فاهمها و عليها ... عليها نفس الرمز اللي كان عالباب الخشب ، لفيت القلادة كان مكتوب عليها بالعربي ، كلمة واحدة ترجمني

اتخذت القرار بسرعة و مسكت القلادة و رميتها من الشباك

و بعدها لفيت عشان انام على السرير عشان الائيها عليه ، القلادة ، المرة دي كان مكتوب عالقلادة مش هسيبك

ادركت على طول ان ده هزار تقيل صاحبي يوريني باب و يقنعني انه مش موجود و واحد يجيلي يحطلي قلادتين عشان يخضني فبسهولة مسكت التانية و رميتها برضو من الشباك ، لفيت تاني علشان ، ايوه انت ادركت صح ظهرت تاني على السرير مع جملة هل الثالثة تكفي عشان تصدق

كنت لسه عند موقفي ، مش هضحي و اتبع خطوات حاجة ممكن ترجع عليا بضرر ، طالما القلادة مش هتسيبني فأنا هتعايش معاها ، مسكتها و حطيتها في درج المكتب و نطيت عالسرير ، مفتحتش عيني لأني حسيت اني هشوفها ، قررت اني بس هغرق فالنوم

ماقدرش اسمي اللي انا مريت بيه ده نوم ، كان عبارة عن جري بلا هدف ، عمال بجري من حاجة حاسس انها بتجري ورايا ، حاجة مش موجودة ، و كل اما افتح باب الائي القلادة في وشي ، كل الكلمات واحدة ، ترجمني ، ترجمني كتير في كل مكان و على كل قلادة ، فعملت الشيئ الوحيد اللي كان منطقي اني اعمله ، رقدت على الأرض و قررت اني انام جوا الحلم

هنا أنا صحيت ، صحيت بشعور كويس الصراحة ، كانت بالنسبة لي نومة حلوة

قمت اجهز عشان اروح المحاضرة اللي ورايا ، فتحت الدرج لأيت القلادة لسه فيها ، فقدت الأمل باين ، خدت حاجتي و لبست الهدوم ، حسيت بحاجة جوه جيب البنطلون قلت اطلعها ، دي القلادة برضو

سيف : تمام ، تمام ، خليكي جوه مش هقولك لا ، ده انا سيبت مرة محفظتي سنة من غير ما اطلعها من جيبي سنة ولا حتى عشان الغسيل تفتكري هطلعك ، لا

أم سيف : يبني مش هتبطل الهطل اللي انت فيه ده

سيف : لما البلد تبطل هبل هبطل انا هطل ياما

أم سيف : ماشي يبني خلي بالك من نفسك

ودعت أمي و خرجت اروح الكلية

دخلت المدرج و أعدت في مكاني المفضل ورا خالص

سيف : على فكرة يا محمد خدعة القلادة دي جامدة جدا انا ابتديت اصدق انها بتجري ورايا

محمد : خدعة ايه

سيف : يبني باب السرداب اللي مش موجود و القلادة اللي بتجري ورايا ، قل لي قل لي انا معجب بالحركة دي أصلا

محمد : حركة ايه يبني انت شكلك لسه تعبان من امبارح

محسن : بتتكلموا فإيه يا ولاد

سيف : انت اكيد اللي هتقولي يامحسن ، هاه وزعت كام قلادة ، انا لحد دلوقتي رميت اتنين و لأيت ٤ فين الباقي

محسن : خلاص مش عايز اعرف بتتكلموا فإيه أنا آسف

محمد : اهدوا يا ولاد الدكتور هيشوفنا

هديت و انا حاسس اني مش مقتنع ، شكلهم بيهروا اكيد بس لحد دلوقتي مفيش دليل لغاية اما لأيت القلادة بتتحدف عليا و واحدة قامت تزعق بصوت عالي فيا و قالت "متبعتليش حاجات من دي تاني يا حيوان " 

انا فضلت ثواني باصص باستوعب و الكتور قام من مكانه و زعق و قال ايه اللي بيجرى هنا ، تعالوا انتوا الاتنين

اول حاجة عملتها حطيت ايدي فجيبي عشان اشوف القلادة بس ملأيتهاش خرجت للدكتور و وقفت أدامه و انا مخضوض من الموقف

الدكتور : هاه ايه اللي حصل بأى

....الطالبة : الحيوااان ده يا دك

الدكتور : انا هنا اللي اهزئ بس ، هتتكلمي عن زميلك يكون باحترام

الطالبة : ماشي الطالب "المحتررم" ده حطلي فالشنطة بتاعتي قلادة مكتوب عليها كلام حب

الدكتور : و انت ايه اللي مضايقك يعني ، انت تطولي

سيف بابتسامة خفيفة : تسلم يا دكتور

الدكتور : اخرس ، انا لسه موجهتلكش كلام ، هات القلادة دي

اديت للدكتور القلادة و الدكتور قرر يقرأ المكتوب عالمايك

الدكتور : الله الله ، في عيونك غرقان من الحب و الهيام ، حبيبك سيف ، المتنبي يعرفني

مع غرق المدرج كله فالضحك الدكتور كمل وصلة تهزيئه ليا

الدكتور : الكلام ده ميصحش يا باشمهندس ، ده مكان محترم ، با سيدي هون خليها وردة ، خليها شيكولاتة ، خليها في بيت الحاج و الحاجة ، انما مش في مدرج يا محترم ، بطاقتك و اطلع بره

سيف : بس يا دكتور

الدكتور : مش هكرر كلامي ، كتابة الصفر سهلة ، بره

بصيت للقلادة ، المرة دي كان مكتوب طلعتني انا و المحفظة و طلعتك ، ترجمني

طلعت بره المدرج و رميتها عالأرض و فضلت ادوس عليها ، يمكن تتكسر و اخلص ، طلعت كل الغل اللي اتزرع فيا من اللي حصل جوه و سيبتها و مشيت و روحت لطريقي عشان ارجع البيت

على مسافة مهياش بعيدة مني في كافيتريا ، اللي مادركهوش الطباخ اللي واقف انه و هو بيمسك القلادة الغريبة اللي ظهرت أدامه فجأة دي انها هتكون سخنة بالشكل ده فهيضطر يرميها ، عشان تخبط في ظهر واحد فيتف على وش خطيبته ، اللي هتقوم في غضب و تخبط فالجرسون فيوقع سطر الكوبايات اللي فإيده و الشاب اللي كان ماشي بسرعة ده خد كباية منهم فرجله و خبط في راجل فيفلت الحبل من إيده عشان يقع أدامي و على بعد ٥ سم بس من وشي خزنة كبيرة تقيلة لدرجة انها تكسر الرصيف ، و عليها لأيت القلادة و عليها كان مكتوب انت ابتديت تختبر صبري

وسط اعتذارات الناس ليا جريت عالبيت ، طلعت و دفنت نفسي فالسرير ، مبصيتش حتى اشوف ان كانت جمبي ولا لا ، و وقعت فالنوم بسرعة

المرة دي الحلم كان مختلف ، لأن في حاجة كانت بتجري ورايا فعلا

ثلاث أشخاص بفرو أسود و رأس زي الكلب ، ماقدرش اشير ليهم بمستذئبين لأن ده رأس كلب ، زي أنوبيس عند المصريين القدماء و كان ليهم مخالب طويلة ، و كنت مضطر اجري بأقصى سرعة عندي لأن سرعتهم كانت عالية جدا

واحد منهم اتكلم و قال : هاتوه دي أكيد معاه

رديت و قلت : لا مش معايا

رد بسرعة و قال : بيكدب ، الحقوه

و لحقوني فعلا ، و وسط النهش و العض اللي كنت بتعرض ليه منهم ، و لحمي الحي اللي شايفهم بيتفوه علشان ياخدوا قضمة كمان اتكلم الكبير فيهم و قال : انت معاك المفتاح تبئى أكيد معاك

سيف : أااااااه ، مفتاااااح ايه

تابع أنوبيس : القلادة هي المفتاح ، قل هي فين

سيف : معرفش حاجة

مسابليش فرصة اكمل و قام عض وشي ، فقت من النوم عشان احس بأثر كل كف و كل عضة نهشت جسدي تحول مستقبلاتي العصبية لبحر من الألم ، ألم فظيع أدركت منه بعدها ان مفيش هرب ، لازم اشوف ايه الموضوع

فتحت النور لأن احنا كنا بليل و أعدت عالمكتب ، القلادة كانت أدامي ، مسكتها و بصيت عالحروف الغريبة ، الحروف بدأت تتحرك و بأت حاجة اقدر اقرأها ، عشان اترجم النص كل اللي كنت محتاجة النية ، شيئ غريب بس انا مبتحكمش في حاجة دلوقتي

فهمت ايه اللي مكتوب و بعدها خدت القلادة و مشيت في طريقي لحد بيت صاحبي ، اقتحمت الجراج و لأيت باب السرداب أدامي ، فتحته و نزلت ، مكانش في حاجة فالأوضة غير تمثال لست محطوط على قاعدة حجرية كبيرة

تأملت التمثال ،كان في فجوة ، فجوة تليق بقلادة ، حطيت القلادة و التمثال بدأ ينور ، النور زاد لغاية ما بدأ يعميني و قبل ما احس بحاجة لأيت نفسي موجود في ساحة قصر و من بعيد كنت شايفها ، معركة كبير بتدور بين طرفين ، ست قربت مني ، كانت لبس لابسة فرعوني

السيدة : عشان تنهي اللعنة و تحل اللغز ، لازم تلائي أصلها

سيف : مش فاهم حاجة

السيدة : هتفهم كل حاجة بس بعد ما تلائيها

سيف : هو ايه ده اللي لازم الائيه و فين هلائيه

السيدة : لما تشوفه هتعرفه "بتشاور على ساحة المعركة" و ده المكان اللي بحثك لازم يبدأ فيه

سيف : لازم هناك ، متأكدة انه مش فالقصر

السيدة : لو عايز حياتك ترجعلك ،فأنا ارجوك انك تساعدنا

.....سيف : انت ال

السيدة : ايوه ، انا اللي كنت بكلمك من خلال القلادة ، و كل حاجة ليها سبب ، احنا محتاجين حد يلائي أصل كل حاجة ، و انت بس اللي تقدر تلائيه

سيف : اعتقد اني مفيش أدامي غير إني أساعد

السيدة : كلنا بنشكرك مقدما

جريت ناحية ساحة المعركة ، انا عارف اني مش هعيش هناك ثانية لو مخدتش بالي عشان كده كنت بتحرك بحذر، بدأ يتضحلي أطراف النزاع ، كانوا بشر لابسين زي فرعوني ، بيحاربوا جحافل من الكائنات اللي هاجمتني فالحلم

لك ان تتخيل حجم الاحشاء اللي بتطير فالهواء مع كل ضربة بقبضة مليئة بالمخالب من الكائنات دي

اقتحمت الساحة و انا بتفادى بكل طريقة ممكنة أي ضربة ممكن توصلي

تقدمت وسط الجنود الشجعان اللي واقفين أمام الجحافل دي و بيقاوموا بكل إقدام

و بعدها ظهر أدامي ، كان حجمه كبير و كل ما جندي يطلع يبارزه كان بيقسمه نصين بضربة من مخالبه ، تفاديت أول ضربة منه و نطيت من فوق مخالبه ، قرر يعضني لكني ركلته بقوة فزقني و وقعت فوق جثة جندي ، الجثة ساعتها بدأت تلمع بالنقوش اللي كانت على القلادة

فتشت الجثة دي و هنا لأيته ، تمثال ذهبي بيشع منه ضوء غريب لست بدأت اتأمل فيه بس ، بصيت ورايا ، المعركة وقفت ، من وسط الطرفين ظهر كائن من الكائنات الشبيهة لست ، كان لابس تاج فوق رأسه و ماسك صولجان كبير

و اول ما مسك التمثال من إيدي بدأ يتحول تاني لإنسان

حط التمثال عالأرض : أخيرا و بعد سبعة آلاف سنة هتنتهي معركة الأبدية

و بعزم قوته ضرب بالصولجان على التمثال و كسره ، الكائنات كلهم بدأوا ساعتها يتحولوا لبشر ، بصيت للرجل اللي كسر التمثال و ساعتها قال لي : انت حررتنا ، مفيش أي حاجة فالدنيا تقدر تعبر عن امتناننا ليك ، انا بشكرك

و بدأوا كلهم يتحولوا لتراب شالته الرياح بصيت بصة على شروق الشمس فالأفق و بعدها بدأت افوق من ضرب عصاية على رجلي

محمد : اصحى بأى يبني انت بتعمل ايه هنا

سيف : ايوه انا بعمل ايه هنا

محمد : بقولك ايه انت تحمد ربنا ان انا جيت ، ابويا كان ناوي يرشق الشومة دي بس انا تعرفت عليك

سيف : هو ده العشم برضو

محمد : هاه ناوي تفطر معانا

سيف : لا انا كويس اوي ، مع السلامة يا محمد

خدت بعضي و مشيت

لغاية دلوقتي انا معرفش ايه البداية ، ولا حتى ازاي حصلت النهاية ، كل اللي اعرفه ان كان في لعنة و انا كسرتها ، بصيت للقلادة اللي لأيتها في جيبي و لأيت مكتوب عليها "شكرا" . و ده كل اللي انا كنت محتاج اعرفه


No comments:

Post a Comment