دائما ما احيد عن الواقع لأغوص في عالم الخيال .
عالم أكون أنا فيه محور الكون و البطل المغوار فما يحوجني للواقع و ما له من مصادمات .
ما يميز عالمي انه متجدد دائماً كلما مللت واحدا اغلقت عليه الباب و بدأت عالماً جديدا يستمد قواه من شتى ما قرأت من مواضيع .
في العالم الجديد انا محارب مخضرم استل سيفه البتار ليحارب جحافل الغيلان .
قفز إلي أحدهم و صرخ في وجهي صرخة مدوية معبئة باللعاب فلم انتظر و ضربت عنقه ثم في حركة مباغتة درت على عقبي لأتفادى ضربة أخرى لأرد عليها بضربة قاتلة .
لكمني أحدهم ففقدت توازني و سقطت على الأرض فقفز علي لأقابله بسيفي ليخترق رأسه فيسقط فوقي سريعاً .
وقفت لأنظف سيفي و انا انظم افكاري ، يجب على ان اقضي على قطيع الغيلان بأكمله لأنقذ الأميرة لا بد ان عددهم بضعة آلاف لكن لا شئ يستطيع ان يقف في طريقي .
دلفت إلى الكهف و نظرت فإذا بها مقيدة هناك تشع نوراً وسط ذلك الظلام الدامس ،آلاف العيون ظهرت أمامي و وقع بصرها على ثم أغلقت و أحسست بحركة حولي أنرت مصباحا ولا تسألني من أين أتى انه خيالي و انا من يتحكم به ، رأيتهم آلاف الغيلان يحومون حولي و الأميرة تنظر لي نظرة استعطاف و يأس .
نزلت اغرس سيفي فيهم و اضرب يمنة و يسرى فيسقطون صرعى . يهمون بضربي فأقفز و اتفادى ضرباتهم في رشاقة كالغزلان . اخذت أشلائهم تطير من قوة ضرباتي . فجأة ثبتت قدماي فالأرض فلم أستطع ان احركها و هوى أحدم على بضربة اخترقت درعى لتخرق صدرى و تخرج من ظهري ذراعا ممسكة بقلبي .
و نظرة من الأميرة و عيناها تدمع كانت كألف رمح يخترق جسدي .
أفقت لأراها أمامي على مقربة مني ، انها هي ،هي الأميرة لا ريب و دوى صوت يقول " انت افق اضربه على قفاه يا هذا لينتبه لي " وسط ضحكات الرياء النابعة من الطلبة و الطالبات الا هي لم تنتبه لي لحسن الحظ فلا بد انها كانت لتفزع لو علمت ان عيني كانت مثبتة عليها و انا حتى لا ادري بذلك .
امسكت يد الفتى في سرعة و القيتها بعيدا و وقفت سراعا اعتذر للمحاضر اتقاء غضبه و جلست ادعي الاهتمام و عدت لا الى خيالاتي بل إلى تفكير عميق .
طوال حياتي كان عقلي يستمد خيالاته مما اقرأ و العب لكن لم يسبق ان أتى بأشخاص من حياتي الواقعية و يجعل لهم أدوار هامة كهذه .
شعرت بالانجذاب لهذه الفتاة لا ادري سره حتى اني لم ادر أكنت اكن لها إعجابا لا ادري كنهه فأعطاها عقلي دورا . ام اني رأيتها في خيالاتي فأصبحت أكن لها إعجابا .
على كل أدركت شيئا ذلك اليوم . ادركت ان الواقع به ما يكفي لجعلي اتعلق به . ادركت اني أردت الظفر بها فعلا فعلي ان اقوم و افعل و اخطط و اتحرك . ادركت اني يجب انقذ ما تبقى من حاضري و الملم جراح ماضيي و اعمل من اجل مستقبلي .
ادركت اني احب كباقي الخلق و ان على ان افتح صدري لصدامات الواقع و ان اقف كالصخر في مواجهة امواجه .
No comments:
Post a Comment