استيقظت صباحا شاعرا بصداع رهيب يعصف بخلايا
مخي المسكينة في غرفة لا أعرف متي أو كيف وصلت إليها . غرفة متوسطة الحجم تحوي سريرا
واحدا .
الغرفة بيضاء اللون مع بعض اللمسات الفنية
كي تكسر تكرارية اللون الابيض .
تحتوي على أجهزة إلكترونية تدل على غنى
أصحاب هذا المنزل .
اتجهت إلى النافذة و نظرت منها وجدت امامي
مساحات خضراء شاسعة مما يدل على أن صاحب المنزل مزارع .
كان البيت مكون من ثلاث طوابق مما يذكرني
بالمنازل التي نراها في الأفلام الأمريكية . كانت الغرفة التي انا فيها فالطابق الثاني
و كان بالقرب من المنزل حظيرة ربما تحتوي على بعض الحيوانات .
كان سؤال واحد يلح على كيف وصلت إلى هذا
المكان الجميل و من هو مضيفي .
"هل استيقظ أخيرا "
شعرت بالإرتباك نظرت إلى مصدر الصوت فإذا
هو عصفور نظرت إليه بدهشة و قلت "هل .. هل تستطيع التحدث"
"يا للهول انت تفهمني " قال العصفور ثم استدرك شاعرا بالإرتباك
مما أدهشني "هل لديك بعض الحبوب "
"انا لا استطيع تذكر اي شئ و البيت ليس ملكي
لكن تعال معي ربما اجد صاحبه و اجد لك بعض الحبوب و ربما أجد شيئا لنفسي أيضا فأنا
أشعر بالجوع الشديد "
ذهبت إلى الطابق السفلي و العصفور على كتفي
، كان الطابق السفلي به صالة كبيرة تتوسطها اريكة و أمامها تلفاز حديث ناحية اليمين
تجد باب الخروج من المنزل الي الشمال تجد بابا آخر اعتقد انه مدخل للبدروم و ناحية
اليسار المطبخ .
دلفت الى المطبخ وجدت افطارا يتصاعد منه
البخار قوامه البيض المقلي و بعض قطع السجق و ذلك الفطير المسمى بالوافل و بجواره زجاجة
من ذلك العسل المسمى بشراب القيقب و زجاجة بلاستيكية تحتوي شوكولاتة سائلة و شئ يشبه
زجاجة البيروسول لكن عوضا عن الغاز ترش الكريمة لم أكن لأحلم لإفطارا مثل ذلك في كل
أحلامي ربما أعده لي صاحب هذا المنزل قبل خروجه للعمل .
اولا اخذت ابحث عن بعض الحبوب للعصفور كما
وعدته وجدت فالثلاجة طبق يحتوي على حبوب قمح
مبللة بالماء ما نسميه نحن بليلة لكن بدون حليب أخرجته له أخذ يأكل منه و بدأت
أتناول الطعام انا الآخر .
"ماذا ستفعل الآن " سأل العصفور .
"سأخرج للبحث عن صاحب هذا المنزل و ربما
أمر على الحظيرة أرى أن كان عنده بقرة فليس لديه حليب "
ذهبت إلى الخارج فعلا هذا المنزل يدل على
سعة عيش فالطريق من المنزل إلى الحظيرة كان مرصوفا بالكامل .
دخلت إلى الحظيرة كان بها بقرة و هذا هو
المهم ديكا و بعض الدجاج البط و الاوز و حصان و جدي .
وجدت دلوا غسلته و ذهبت إلى البقرة و بدأت
احلبها .
"يداك باردتان للغاية " قالت البقرة
.
شعرت بالتعجب لكن لقد تحدثت الي عصفورة
فلم لا تتحدث بقرة .
"تعامل مع شخص من حجمك " قالت الدجاجات
.
"انها أكبر مني حجما اأصبتم بالعمي
" قلت لهم .
"اذا لم تبتعد عنها سأنطحك بقوة لدرجة انك
لن تستطيع الجلوس لأيام" قال الجدي .
" انا لم أفعل لها شيئا انا فقط احلبها"
قلت للجدي .
" جرب ان يحلبك احدهم فلنر ان كان سيعجبك
هذا " قال الحصان .
"هذه هي الفائدة منها الحصول على منافع منها
" قلت للحصان .
" حسنا حسنا انه ما تفعله بسرعة و اذهب من
هنا " قالت البقرة .
ملئت الدلو كله تقريبا ثم شكرتها على كرمها
و قررت أن أرد لها الخدمة و المزارع بأن اطعمت
الحيوانات و اسقيتهم .
ثم خرجت وجدت قطعة من الأرض بجوارها كيس
من البذوور يبدو أن صاحب الأرض كان سيزرعها فقلت "حتى الآن ذلك الشخص آواني و
اطعمني على الأقل أرد له الخدمة و انه زراعة هذه الأرض "
أمسكت فأسا و اخذت احرث الأرض حينما علق
الفأس بشئ ما فالأرض .
انها اسلاك ماذا يفعل مزارع بأسلاك في أرضه
نظرت بتوتر إلى السماء لكني صعقت منذ متى تبدو السماء مبكسلة .
بدأت اعرق و شعرت بأشياء تتحرك من حولى
هرعت إلى البيت و العصفور ورائي أغلقت الباب بإحكام و اخذت افكر فيما سأفعل .
شعرت باجسام تتحرك خارج المنزل و رأيتها
تعبر مسرعة من أمام النافذة .
البدروم ربما اجد فيه سلاحا .
هرعت إلي البدروم فتحت الباب و دلفت الي
أسفل .
صعقت مرة أخرى أنها المرة الثالثة ذلك اليوم
.
رأيت شاشات مختلفة الأشكال و الأحجام تظهر
كل ما هو موجود فالمزرعة .
هذه شاشة ترى فيها الحظيرة و هذه المنزل
و هذه الأرض و ... و هذه شاشة ترى فيها مجموعة من الشاشات مختلفة الأشكال .
نظرت خلفي بسرعة لم ار شيئا نظرت إلى الشاشة
رأيت بالجانب نصف وجهي و .. أنها تقف على كتفي أنها العصفور .
لا إراديا صفعت العصفور بكامل قوتي فانطلق
و اصطدم بأحد الشاشات حطمها .
ذهبت إليه لأراه وجدته مكون من ثلاث طبقات
طبقة من الريش و طبقة من غشاء لحم دموي و ... انه آلة هذا يفسر الكثير لكنه أصابني
بالذعر
نظرت ورائي فإذا به كائن يشبهني لونه اخضر
ملطخ ببقع زرقاء مائلة للأصفر له شعر احمر اللون جدا يرتدي بذة مطاطية زرقاء اللون
عليها شعار عبارة عن مثلث متساوي الأضلاع مقلوب بداخله ثلاث دوائر فضية و الخلفية ذهبيه
.
عيناه عاديتان لكن عوضا عن اللون الأبيض
لون ازرق نيلي فاتح و لون عينه بنفسجي .
" أهلا بك انا البروفيسور إى تو زازونكا
العصفور و مدير هذه المحمية اعتذر عن ذلك الصداع الذي انت مصاب به لكنه ناجم عن سفرك
بسرعة هائلة لأول و ربما آخر مرة " قال لي بصوت هادئ رخيم .
"لا أعتقد اني على الأرض اذا " قلت
له متوترا .
"لا انت على كوكب باترونيا على بعد ثلاث
ملايين سنة ضوئية من كوكب الأرض"
"لكني لا أرغب فالبقاء هنا اريد العودة إلى
منزلي "
" تقصد تلك المقبرة ماذا تريد هنا أكثر من
ذلك كل وسائل الراحة التكنولوجية الأرضية تحت امرك طعامك يمكنك زراعته بنفسك ،و
امامك مساحات خضراء شاسعة بعيدا عن الحروب و المشاكل السياسية و التلوث الذي يفتك
لكوكب هذا "
"لكن عائلتي و كل أصدقائي "
"ستبقى هنا حتى نقوم بدراستك و دراسة اشاراتك
الحيوية اما ان ندرسها بطريقتي أو بطريقة دكتور
ايسكلاباكوس و انت لا تريد دكتور ايسكلاباكوس ان يجري عليك تجاربه "
نظرت إلى ركن الغرفة وجدته كان ممسكا مقصا
ليزريا ينظر إلى بنشوة و غضب كان نصف آلى و أسنانه حادة .
قلت مرتعدا " لا أظن أن لدي خيار آخر"
و وافقت وافقت على أن أظل هنا وحيدا .
وافقت على أن أصبح مراقبا في كل ثانية من
حياتي متابعا بعدد منهم ينتهكون خصوصياتي و يسجلون ما افعله .
وافقت على أن أصبح سجينا
في غير كوكبي
No comments:
Post a Comment