"ما أقبح هذه الحياة و أقساها"
جملة كنت أرددها يوماً ما ضحكاً و استهزاءً .
لكن ما لم أدركه اني تشبعت هذه الجملة و شربها عقلي شرباً .
صرت ميتاً ، ميتاً يسكن أرض الأحياء لا يدرك نسيم الرياح و لا يرى جمال الأزهار ، و لا يدري معنى السعادة .
اصبحت ارى كل شئ اسود ، آمنت بأن كل ما في هذه الدنيا لا قيمة له و أن القدر مسمومٌ .
صارت حياتي مشهداً متكرراً بعد قطع صلتي بكل من في يوم عرفت . اذهب الى القهوة صباحاً لأحتسي قهوة سوداء كقلبي ، كنظراتي لهذا العالم و كأفكاري المذمومة .
انظر للمارة باحتقار اطلق احكامي عليهم اسبهم في سري واحدا تلو الآخر كأني في علم الفراسة مغوار.
كفرت بالحب ، و آمنت ان كل فتاة في العالم من الكبر صبت و من الغباء مخلوق.
قمت لأسير في طريقي و بدأت انظر . و لربما كانت هذه أول مرة انظر فيها بصدق . بدأت أرى الناس منكسين رؤوسهم مهمومون .
كنت اظن أني الكئيب الوحيد ها هنا ، يبدو أني لست مميزاً كما كنت اظن .
"احترس يا هذا " جملة قلتها لطفل صغير مر بسرعة البرق من جواري لكني لسبب ظللت اتابعه بنظري ، رأيته يدلف إلى زقاق فذهبت وراءه .
رأيت الأطفال يلعبون في براءة ، و ظهر على وجهي شبح ابتسامة لأول مرة منذ فترة طويلة . طردتها سراعا و اخذت العن الاطفال و اذم مستقبلهم المظلم في نظري و كدت اهم في طريقي لولا ان شيئاً جعلني ابقي .
رأيت بساطة و فرحة تغمر الوجوه . أناس يساعدون بعضهم ، سيدة عجوظ تحمل حملا ثقيلا فيحملها رجل قوي في سرعة دون ان تظهر السيدة بادرة استغاثة .
رجل عجوز يلتف حوله الأطفال فيعطيهم قطع الحلوى و يقص لهم قصصاً لم أسمعها منذ سنين .
فتى يقرأ القرآن في خشوع هناك . نساء يتبادلن صحاف الطعام هناك .
و فتاة ، فتاة مرت بي سراعاً و ابتسمت لي ابتسامة خاطفة اقتلع لها قلبي و اهتز بها طرباً بدأت انظر و انا لا اتحمل هذا الود ، هذا التعاون و نظرت إلى تلك الفتاة و غمغمت هذا الجمال و اكاد اقسم اني سمعتها تضحك في دلال .
بدأ قلبي يشعر بالتعب فهو لم يعتد العمل منذ سنين أمسكت صدري في شدة و انا اعتصر أسناني من الألم سمعت الأذان و مع كل مقطع يخل توازن قلبي ، اهذه النهاية . لو كانت كذلك فما احلاها ان ارى مثل هذا قبل ان تأتي .
اسلمت نفسي و تركت جسدي يقع على الأرض .
لم تكن النهاية كما تمنيت ، لكني رغم ذلك شعرت بقوة كأني ولدت من جديد .
اخذت افتح عيناي في بطء "خذ اشرب يا هذا " شربت بلا مقدمات
كان ماء مسكرا تناسب بشدة مع حلاوة هذا الصوت .
نظرت فإذا بها هذه الفتاة فتسمرت "هل انت أفضل حالاً الآن " هززت رأسي أن نعم و قلت في فتور " سأكون أفضل إن علمت عنك" ابتسمت و نظرت إلى الأرض في خجل جميل دخلنا في حديث رائع على ارض ذلك الزقاق الذي ولدت فيه من جديد .
عدت إلى حياتي و الجمت الدنيا و شكبت جماحها .
اخذت اعافر لإنجاز مشاريعي و اخذت اسقط و افشل و احاول و في بعض الاحيان انجح لكني يوما لم افقد الأمل
ولا التفائل الذي اصبح محركي للحياة .
ظللت على علاقة الود معها و مع الحياة .
و علمت ان الخطأ لم يكن يوماً بالحياة .
بل كان بي ..
No comments:
Post a Comment