Wednesday, May 29, 2019

خيالات

فالصراع بين الماضي و الحاضر ذلك الصراع الأزلي أبد الدهر الذي يقف فيه المستقبل كاتماً ضحكاته منتظرا ان يحل محل الحاضر ليصبح الحاضر مان كان يجادله و يصير الماضي تاريخاً. 
أقف أنا بين هؤلاء جميعاً لا أدري أين أقف فتارة تجدني مناصرة للماضي و تارة أقف بجوار الحاضر و تارة أخرى اقف جوار المستقبل ألقي النكات مشجعاً المستقبل على إطلاق ضحكته .
وسط هذا الصراع يصنع عقلي بي الأعاجيب صانعاً مني ليثاً لا يقدر عليه أحد .
ها أنا الآن ذا محارباً شجاعاً يصد الحملة الصليبية الرابعة بمفرده واقفا على حدود دمياط و يخر من حولي قوات الفرنجة صرعى و اردد بلا توقف الله أكبر فأسمع صداها من يتردد من كل مكان على لسان قواتي . 
الآن أقف في حصار فيينا الثاني اضع للخطة للقوات العثمانية لتخطي أسوارها الحصينة و احول اكبر هزيمة للدولة العثمانية نصراً عظيماً يفتح امامنا الطريق لحصون أوروبا اجمع .
خيالات عظيمة يصنعها لي عقلي مصورة لي اني الأشجع على وجه البسيطة تزيد حبي للماضي و تمسكي به .
اقف بجوار الحاضر فيهيأ لي عقلي أرضاً خصبة من التخيلات أبسطها يجعل المستقبل يبدو كحقبة العصور الوسطى .
و أعظمها يعيد لنا أرضا محتلة بعد سلسلة من العمليات الفدائية يقودها العبد لله .
يأتي الواقع فيرى الثلاثة في عبثهم و يراني راكباً أمواج خيالاتي فيمسك الثلاثة من آذانهم و يحطم خيالاتي على شواطئ المنطق .
افوق من احلامي المليئة بالشجاعة و الإقدام لأشعر بأحد فالمنزل .
انه لص لا بد .
يتصبب جبيني عرقا و يجف حلقي و اقف لاهثا لا ادرى لنفسي 
حلا.
" اين شجاعتك يا هذا " جملة يرددها صوت الواقع في أذني مرات و مرات و مرات .
يهزأ بي عقلي و أشعر بالخزي و العار الم اكن محاربا مقداما فيالسخرية القدر .
اصب لعناتي على نفسي و اسب حياتي و ما بها من تراجع و وهن و ضعف و مآسي مختبئا تحت سريري متمنيا الا يشعر بي 
تمر الآن الثواني و كأنها دهر بأكمله تذكرت فيها كل ما ارتكبت من خيبات أمل و معاصي .
زلت قدمي و كان لا بد ان تزل الآن اسمع صوت وقع اقدام 
الآن ارى فوهة مسدس 
الآن أردد الشهادة 
الآن اتمنى لو وضعت جزئ و لو بسيط من عقلي لكي .............
طاخ 

No comments:

Post a Comment