"مرحباً" كلمة قلتها و انا اهرول لأحاول اللحاق بتلك
الفتاة التي تمشي مسرعة أمامي "لقد أوقعتِ هذا " ناولتها محفظة سقطت من حقيبتها
"اوه شكراً لك ، آسفة على عدم انتباهي فأنا أمر بمشاكل كثيرة اليوم"
قالت لي في ارتباك يشوبه بعض الدلال الذي شجعني على قول "لا يوجد أي قدر من
المشكلات لا يمكن حله ما رأيك ان نذهب إلى هذا المكان هناك نحتسي بعض القهوة و
أساعدك في حلها ،إذا كان لديكي بعض الوقت بالطبع". " الشخص لا يتحدث عن
مشاكله لأي شخص فالعادة " قاطعتها مسرعاً " انا لا اقصد أي تدخل انا فقط
من هواة التفكير و ماذا يدريكي لعلها تكون بداية صداقة مذهلة " نظرت لي و
ابتسمت و اومئت بالإيجاب ، لم أخبئ فرحتي و ذهبنا سوياً إلى ذلك المقهى الصغير و
طلبت فنجانين من القهوة و امسكت واحداً استمتع بدفئه قبل ان اجترعه على مرة واحدة
.
"ما السر الذي جعلك تهم لمساعدتي هكذا ايها الفارس المقدام"
قالتها و هي تحرك إصبعهها على فهوة الفنجان في حركة بطيئة لفتت أنظاري .
"لأني أدركت ، ادركت قساوة الحياة و كيف اننا لا نستطيع ان نقف
امامها وحدنا . ظننت ذلك في يوم من الأيام ، وقفت أمامها وحدي و أخذت تلطمني
بأمواج كالجبال و انا ادعي الثبات أمامها حتى جاء ذلك النسيم البسيط فخررت امامها ،
اصابتني سيارة و أصبحت مديوناً لكل من اعرفهم تقريبا و طردت من وظيفتي و خسرت
المشروع الذي اعمل عليه ثم جاء ذلك الزكام البسيط الذي أقعدني اتحسر على حياتي انظر
إلي الشارع كل يوم في بؤس منتظر عامل البريد كي يأتي و يخبرني ان البنك قد حجز
عليه و من الأفضل ان اذهب قبل ان اطرد او اسجن . و لكن حدث شئ لم اتوقعه أناس لم
أكد أذكرهم ربما لم أرهم منذ الروضة أخذوا يتدافعون على باب بيتي دفعا . لا أدرك
ما العمل الجيد الذي فعلته في حياتي لكن الله
مَّن على برحمته و اغدق علي من عظيم كرمه . أعادوني انسان آخر ، ساعدوني في
محنتي فقمت من جديد أشد مما قبل و ذكرت نعمة الله فجعلت من مالي حصة للصدقة
بفروعها و اقسمت ان اكون عونا لكل شخص أمام قسوة حياته" نظرت لها كانت تنظر
لي باهتمام شديد و على وجهها نظرة ، لا استطيع تحديد ما هي لكني اتمنى تسجيلها في
ذاكرتي لتبقى إلى الأبد . هذه هي يجب ان احظى بهذه الفتاة هذا ما ينقص حياتي .
"قصة عظيمة هذه تجعل مشاكلي تافهة أمامها "
امسكت بيدها و نظرت لها و قلت "لا توجد مشاكل تافهة أيا كان ما
تواجهينه سأساعدك" بدأت تتغير نظرتها إلى فزع و قالت في خوف "يا إلهي
ماذا يفعلون هنا لا بد ان اذهب " نظرت فإذا بثلاثة أشداء يدخلون من الباب و
قفت أمامها لأكون كدرع بشري لها
"ماذا تفعلين خارج المنزل و مع هذا المعتوه مرة أخري أضعت شرف
العائلة "
"ماذا" قلت في دهشة
"انا لم افعل أي شئ هو من أجبرني على الهرب إذا أردتم معاقبة أحد
فعاقبوه" قالت في فزع او تمثيل بارع لا ادري
"ماذا" نظرت في استنكار لها
"ستذوق طعم قبضتي الآن أيها الزنديق" قالها احدهم و هو يهم
بضربي و لكن قاطعه أحد رواد المقهى قائلا " ما تم كسره يمكن إصلاحه توقف عن
الانكار يا بني و تزوجها على سنة الله و رسوله"
"لللللكني لم افعل أي شئ . اقسم اني فقط قابلتها منذ قليل "
قلت في ذهول
"تصر على الانكار إذن" قالها احد الثلاثة و لكمني بشدة .
"ليس هنا خذوه إلى القسم او إلى بيت العائلة و اقنعوه هناك"
قال رجل العجوز ففقدت صوابي و قلت "ماذا أيها الأحمق و لكني ليس لي علاقة
بهذا هل انتم مجانين" و كدت اهم بضربه لولا ان عالج ثورتي الرجال الثلاثة و
بعض رواد المقهى ببضعة لكمات أفقدتني وعيي .
استيقظت مقيدا على سرير و رأيتها جالسة "اه منك أيتها
الأفعي" و اخذت احاول التملص من تلك القيود .
"لا أريدك ان تغضب مني . انا آسفة بصدق فلقد اعجبتني قصتك لا بد
انك ستنهض من هذه أيضا لا تقلق سيأتي الطبيب الآن ستستيقظ بعد بضعة أيام لن تتذكر
هذا اليوم ستفتقد بضعة أعضاء لكنك لن تشعر بذلك ، على الأقل إلى فحصك الطبي التالي
اتمنى لك حياة سعيدة إلى اللقاء "
هممت ان اصرخ فيها لكن إبرة ما غرست في و سقطت في نوم عميق .
و استيقظ يا دكتور هذا هو الحلم الذي يؤرق نومي منذ أشهر كل يوم نفس
الحلم ببضعة تفاصيل تزيد او تنقص في كل مرة
"لا ادرى عن حالتك هذه لكن انصحك ان تقوم بفحص طبي فالقريب
العاجل"
حسنا يا دكتور
حسناً
This comment has been removed by the author.
ReplyDeleteD10ARA
ReplyDelete